الدعم السريع يقتل الآلاف في الفاشر وتنديد أفريقي بـ"الفظاعات المرتكبة"
قال وزير الصحة في إقليم دارفور بابكر حمدين: "إن آلاف المدنيين سقطوا في مدينة الفاشر خلال اليومين الماضيين"، في حين ندد الاتحا الأفريقي بـ"الفظاعات" و"جرائم الحرب المفترضة" في الفاشر غربي السودان.
أعلنت كيانات طبية وعسكرية في السودان عن مقتل آلاف المواطنين وفقدان آخرين على يد قوات الدعم السريع، بعد سيطرتها على مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، أمس الاثنين، بجانب فقدان الاتصال بعدد من الأطباء والمتطوعين، واختطاف آخرين، وطلب فدية مالية من ذويهم بملايين الجنيهات السودانية، كما أعلنت بعض المنظمات عن انقطاع الاتصال بموظفيها بصورة كاملة بعد دخول "الدعم السريع"، في وقت بدأ وسطاء دوليون تحركات لاحتواء الأوضاع، ومنع تفاقم الأزمة السودانية الناتجة من الحرب المشتعلة بين الجيش السوداني ومليشيات الدعم السريع منذ 15 أبريل/نيسان 2023.
وقالت القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح (حركات موقعة على سلام مع الحكومة) المساندة للجيش، في بيان اليوم الثلاثاء: "إن مليشيا الدعم السريع الإرهابية ارتكبت جرائم بشعة ضد المدنيين الأبرياء في مدينة الفاشر، وأضافت أنه تمت تصفية أكثر من ألفي مواطن أعزل في يومي 26 و27 أكتوبر/ تشرين الأول الحالي، معظمهم من النساء والأطفال والشيوخ، على مرأى ومسمع من العالم أجمع، في مشهد يندى له جبين الإنسانية".
ودانت القوة المشتركة ما ترتكبه قوات الدعم السريع من جرائم ضد المدنيين، وحمّلتها هي وتحالف "تأسيس" التابع لها، والدول الداعمة للمليشيا، كامل المسؤولية الجنائية والأخلاقية والقانونية عما جرى ويجري في مدينة الفاشر من انتهاكات تمثل جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية، وجرائم إبادة جماعية، وطالبت الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمنظمات الدولية والحقوقية بضرورة تصنيف المليشيا منظمة إرهابية، وتقديم الجناة للعدالة الدولية.
وأكدت القوة المشتركة أنها ستبقى على العهد قتالاً تحت قيادة القوات المسلحة السودانية دفاعاً عن الشعب السوداني، في التزام كامل بالقانون الإنساني الدولي.
وتابعت: "تطمئن القوة المشتركة الضحايا وذويهم بأن حقوقهم لا تسقط بالتقادم، وأن مرتكبي الجرائم الدولية الخطيرة لن يفلتوا من العقاب، فطال الزمن أو قصر ستطاولهم العدالة والمساءلة القانونية".
من جانبها، أعلنت شبكة أطباء السودان في بيان، اليوم الثلاثاء، أن قوة من الدعم السريع بمدينة الفاشر أقدمت على اختطاف 6 من الكوادر الطبية، من بينهم 4 أطباء وصيدلي وكادر تمريض، ظلوا يقدّمون خدماتهم للمرضى والمصابين طيلة فترة الحصار، مبينة أنها ابتزّت ذويهم وطالبت بفدية مالية تبلغ 100 مليون جنيه سوداني لكل طبيب مقابل إطلاق سراحه.
وحمّلت الشبكة، "الدعم السريع"، المسؤولية الكاملة عن حياة الكوادر المختطفة وسلامتها، وأضافت أن ما يجري هو عمل إجرامي منظم يستهدف ضرب ما تبقى من منظومة الرعاية الصحية في دارفور، وترهيب العاملين في المجال الإنساني.
ووجهت نداءً عاجلاً لمنظمة الصحة العالمية وكافة المنظمات الطبية والحقوقية الدولية للتدخل الفوري، وممارسة أقصى الضغوط على الدعم السريع لإطلاق سراح الأطباء فوراً، ومحاسبة المسؤولين عن هذه الجريمة التي تُعد انتهاكاً سافراً للقانون الدولي الإنساني.
وفي السياق، أعلنت تنسيقية لجان المقاومة في الفاشر (كيانات شبابية ثورية) في بيان أيضاً، أن عدداً من المتطوّعين العاملين في المطابخ الخيرية في الفاشر تمكنوا من الوصول إلى أماكن آمنة، بينما لا يزال مصير أغلب المتطوّعين الآخرين والأطباء والممرضين غير معلوم، وأشارت إلى أن غالبية من تبقّى داخل المدينة من المدنيين قد قُتِل، أما الباقون فمصيرهم مجهول، لا يُعرف لهم أثر ولا يُعلم عنهم طريق، حتى باقي أعضاء التنسيقية أنفسهم.
إلى ذلك، قالت منظمة اليونيسف في تصريح، اليوم الثلاثاء: "إن تصاعد العنف في الفاشر بالسودان يشكل خطراً بالغاً على ما يُقدَّر بحوالي 130 ألف طفل ما زالوا محاصرين وسط اشتباكات عنيفة وقصف متواصل ونقص حاد في الغذاء والمياه الصالحة للشرب والدواء".
وأضافت المنظمة: "إن الأطفال معرضون لخطر الانفصال عن عائلاتهم، والإصابة، والتعرض لانتهاكات جسيمة مستمرة لحقوقهم".
وتابعت: "ندعو بشكل عاجل إلى وقف فوري لإطلاق النار، وتوفير وصول آمن ودون عوائق للمساعدات الإنسانية إلى جميع السكان المتضررين".
وشددت "يونيسف" على ضرورة حماية المدنيين، بمن فيهم الأطفال، في جميع الأوقات.
ودان رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، محمود علي يوسف، اليوم، "الفظاعات" و"جرائم الحرب" التي تحدّثت عنها تقارير من مدينة الفاشر السودانية.
وأعرب يوسف في بيان عبر منصة إكس، عن "القلق البالغ حيال العنف المتصاعد والفظاعات التي تتحدث عنها تقارير" من المدينة، بينما دان "جرائم الحرب المفترضة وعمليات قتل المدنيين التي تستهدف جماعات عرقية".
وأعلن صندوق الأمم المتحدة للسكان، في تصريح، أمس الاثنين، فقدانه الاتصال بشكل كامل مع الفريق الطبي في مستشفى الفاشر للنساء والولادة، مشيراً إلى أن هذا المستشفى هو آخر المستشفيات العاملة في المدينة.
ونشر مقاتلون من "الدعم السريع" مقاطع فيديو، أمس واليوم، وهم يطلقون النار على أسرى ومواطنين يحاولون الفرار من المدينة، كما ظهر المقاتلون في مقاطع أخرى وهم يعتدون بالضرب على موظفين بجمعية الهلال الأحمر السوداني في الفاشر بعد اقتحام مقرهم، وظهر جنود "الدعم" وهم يضربون الموظفين بالعصي، ويتهمونهم بأنهم عسكريون، ويوجهون لهم كلمات عسكرية للوقوف والمشي لاختبارهم.
وقال متطوعون في منطقة طويلة بولاية شمال دارفور الواقعة تحت سيطرة حركة تحرير السودان، بقيادة عبد الواحد نور: "إن مئات الأسر أغلبهم نساء وأطفال، وصلوا إلى المنطقة في حالة سيئة أمس الاثنين، مشيرين إلى أن القادمين الذين وصل بعضهم ليلاً، بينهم مصابون بطلقات نارية وشظايا وآثار ضرب، وآخرون يعانون من الجوع والعطش وأوضاعهم سيئة للغاية".
وكانت وزارة الخارجية السودانية قالت في بيان صحافي، أمس الاثنين: "إن مليشيا الدعم السريع في مدينة الفاشر ارتكبت ولا تزال ترتكب عمليات قتل عنصري وترويع ممنهجة ضد المدنيين العُزّل، بمن فيهم النساء والأطفال وكبار السن، "في مشاهد صادمة يوثقها مرتكبوها بفخرٍ ووقاحة، كاشفةً عن طبيعتها الإجرامية التي تحترف الدماء والإرهاب".
وأضافت الوزارة: "إن حرب المليشيا الإرهابية ضد المواطن السوداني شكلت سابقة تاريخية في صحف الإبادة الجماعية في العالم، مما أهّلها لكي تصبح رمزاً للإبادة الجماعية والتطهير العرقي ضد المواطنين الأبرياء فحيثما حلت المليشيا حل القتل والترويع".
ولفتت الوزارة إلى أن المليشيا خططت لهذه الإبادة الجماعية بحصار الفاشر، وتجويع سكانها لعامين ونصف، لتتوجها بمجزرة مروّعة تُضاف إلى سجلها الأسود من الفظائع والانتهاكات، ولفتت إلى أن الحكومة السودانية حذرت مراراً المجتمع الدولي من خطورة الصمت والتقاعس، وطالبت بتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم (2736) لسنة 2024، "إلا أن غياب الإرادة السياسية الدولية مكّن المليشيا الإرهابية ومنحها الضوء الأخضر لتحدي القوانين الدولية والديانات السماوية وأن تستمر في زهق الأرواح وتدمير المدن وهتك أعراض الشرفاء". (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
واصل الكيان الصهيوني جهوده لإسكات الأصوات الفلسطينية التي توثق جرائمه في قطاع غزة، حيث كشف الصحفي الفلسطيني معتصم دلول أن جيش الاحتلال يمارس ضغوطًا على وسائل الإعلام الدولية لعدم استضافته في برامجها.
كشفت وكالة أسوشيتد برس (AP) الأمريكية أن أحد العملاء الفيدراليين عرض على طيار الرئيس الفنزويلي "مادورو" مبلغًا ماليًا كبيرًا مقابل اختطاف الطائرة الرئاسية وتوجيهها إلى موقع يمكن لأمريكا اعتقال مادورو فيه.
أعلنت السلطات التشيكية طرد جندي احتياط صهيوني، متورط في الهجمات على قطاع غزة وجنوب لبنان، بعد توقيفه لساعات في مطار فاتسلاف هافل الدولي بناءً على مذكرة توقيف صادرة عن فرنسا بتهم تتعلق بارتكاب جرائم حرب.
أعلنت وزارة الصحة بقطاع غزة، ارتفاع حصيلة ضحايا حرب الإبادة التي ترتكبها قوات الاحتلال الصهيوني إلى "68 ألف و643 شهيداً" منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.